dimanche 23 octobre 2011

مفاجآت الإنتخابات: تقدّم كاسح للنّهضة، أحزاب "كبيرة" تُقزّمْ و "ظاهرة الهاشمي الحامدي"

كتبت مقالا يوم أمس حول مشاركتي في فرز الأصوات بمدينة مرسيليا الفرنسيّة و ذكرتُ فيه أنّ مفاجأة كبرى تنتظر التّونسّيين لكنّي امتنعت عن إعطاء التّفاصيل أو نتائج الفرز في انتظار انتهاء التّصويت داخل تونس تجنّبا للتّأثير على النّاخبين.


الآن و قد انتهى التّصويت فبإمكاني العودة للتّفاصيل: 

إذا المفاجأة الكبرى تتمثّل في حصول العريضة الشّعبيّة للهاشمي الحامدي على عدد كبير و كبير جدّا من الأصوات ممّا جعله يحتلّ المركز الثّاني بمدينة مرسيليا وراء النّهضة و متقدّما على أكبر الأحزاب كالمؤتمر من أجل الجمهوريّة و التّكتّل و الدّيمقراطي التّقدّمي و القطب.


و مردّ الإستغراب هو أنّ هذا الحزب عمل في صمت إذ باستثناء قناة المستقلّة للسّيد الحامدي و التّي مكّنته من إيصال أفكاره إلى عدد كبير من التّونسيّين، باستثناء ذلك فإنّه لم يلاحظ أيّ نشاط ميداني أو حملة انتخابيّة للحزب ممّا جعل كلام الحامدي عن طموحه إلى الرّئاسة سبب تندّر و فكاهة على كثير من صفحات الفايسبوك التّونسيّة مؤخّرا.


لكن في ظلّ نتائج مراكز الإقتراع بالخارج و النّتائج التي ترد علينا تباعا من تونس فإنّه ربّما يتعيّن على التّونسيّين أن يغيّروا تعاملهم مع فرضيّة أن يصبح الحامدي رئيسا من مصدر تندُّرْ إلى إمكانيّة موضوعيّة!
و يبقى أمر هذا الحزب و طريقة عمله في صمت و كيف كسب الأصوات و نوعيّة النّاخبين، يبقى كلّ هذا في حاجة إلى دراسة معمّقة لفهم "الظّاهرة" !


من النّتائج الواضحة أيضا النّجاح الكاسح لحركة النّهضة التي و إن كان فوزها متوقّعا فإنّ نسبته هي التي فاقت كلّ التّوقّعات خاصّة مع "تقزيم" أحزاب تُعتبر "كبيرة و عريقة".
و عليه فإنّ هذه الإنتخابات حتما ستعيد رسم الخارطة السّاسيّة للبلد.


أمّا الملاحظة الثّالثة على ضوء النّتائج الأوّليّة القادمة من داخل تونس فهي عدم تجانس الخيارات الإنتخابيّة بين مختلف المناطق خاصّة إذا ما قارنّا نتائج تونس العاصمة و سوسة و سيدي بوزيد...ولا أودُّ أن أستبق  الأحداث لكن أتمنّى أن لا تكون الجهويّة محرّكا رئيسيّا لخياراتنا الإنتخابيّة و إلاّ فإنّ الحسّ الوطني كلّه يُصبح في حاجة للإسعاف المستعجل.

في انتظار النّتائج النّهائيّة، تحيّاتي.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire