dimanche 1 janvier 2012

خطر الضغوط الجبارة التي يمكن أن تسلطها المجموعة على الفرد لتمحو منه الجانب النقدي


أنشر هذه المحاولة الأدبيّة لصديق الصّفحة حاتم بن رجيبة استجابة لطلبه و رغبته في مشاركة أفكاره و مناقشتها.)
(أنا متأكّدة أنّه بإمكاننا قراءة أفكار تستحقّ الإهتمام سواء كانت مؤيّدة للفكرة أو معارضة 
لها و للمثال المذكور. 


لأول مرة ، نعم لأول مرة ستقام صلاة العيد على الشاطئ ! هذا ما قاله خالد بكل حماس لصديقه مخالف ليحثه على المشاركة .

مخالف هو شاب خجول نوعا ما , لا يميل كثيرا للملتقيات والحشود الضخمة ، الموجهة . هو لا ينزعج بالمقابل من الحشود المتفرقة ، كحشود المارة اليومية، أو حشود رواد المقاهي أو حشود الملاهي الليلية، تلك المجموعات المتفرقة، كل في عالمه الصغير ، كل في اهتماماته الجد مختلفة عن المجموعات المجاورة. ما يجمعهم هو الحاجة للدفء المنبعث من الآخر ، ذلك الدفء الإنساني الذي يغلفك كغطاء من الحرير الناعم فيحميك ، فتستطيع أن تستسلم لأحلامك ، إلى عالمك الخاص بكل حرية ، بكل أمان .

أما تلك الحشود الموجهة !!

لا يدري ، فهو غير مسيس ، لا يشارك في أي ملتقيات طلابية أو دينية ، حتى صلاة الجمعة دائما يختلق الأعذار ، لنفسه ، لعدم المشاركة فيها .

،،ماذا مخالف نذهب غدا معا ، موافق !!،، سأله خالد بعينين ثاقبتين ، متوعدتين ! كأنما يقول :،، إياك وعدم القبول ، فإني نادرا ما ألح ! أنا أعز أصدقائك وأنت تعلم كم أنا ارغب في المشاركة !!!

تفاهما واتفقا ونهضا باكرا ليمتطيا الدراجة النارية ويتجها إلى شاطئ ،، عروس البحر ،، بمدينة الحمامات .

مخالف يستسلم لأحلامه ، كالعادة، وهو جالس على المقعد الخلفي . لتيقظه دقات قلبه المتسارعة ، يفتح حدقتيه ليبصر أطيافا بيضاء متململة ، غفيرة ، مضخمات صوت منتشرة في أركان شكل هندسي ضخم . إرتبك ، حبات عرق باردة انسكبت على جبينه وتقلصت عضلات رجليه لتحثه على الفرار .فيأخذه خالد من كتفه ويعبران الطريق الأسفلتي . ما إن وطأت قدماه أول سجادة حتى تلقفته العناصر البيضاء المحيطة به من كل جانب و دفعته الحشود الآتية من الخلف ليجد نفسه في نهاية المطاف وسط كتلة هائلة من عناصر بيضاء متجانسة ، ليشكل مع جيرانه رقعة من نسيج غاية في النضام.

ارتفعت الأصوات مكبرة ،، الله أكبر ، الله أكبر !!تكبير:،، الله أكبر، الله أكبر !!،، ثم يرتفع صوت ناعم رقيق مرتلا آيات من القرآن الكريم ، فيهدأ خاطره . ثم يخيم سكون على الحشد الهائل لتنهيه نبرات خطيب طيفه مزيج متساوي من الأبيض والأسود لينطلق في سرد العبارات وليعطي درسا في البلاغة وليسحر الحشد بعربية ، أقل مع يقال عنها أنها رائعة.

الكل مشدوه ، قاطع الأنفاس إلا هو . لم يبهر بل اشمأز ، لم يسحر بل تمرد ، لم يخدر بل أفاق .

صرخ في قرارته :،، لا تزعج أحلامي يا هذا ، لا تحلم مكاني يا هذا ، لا تفكر مكاني ولا تقدني كالخروف يا هذا !!!! احمرت عيناه كالذئب المسعور ، اكفهر محياه كالمجنون وتقلصت عضلاته كالمحارب المنفجر ليشق مسربا في صميم الكتلة المرصوصة ليصيرها هشة إلى حين !

لم يستطع التنفس من جديد إلا عندما غادرت رجلاه "آخر سجادة . 

Hatem Ben RAJIBA

vendredi 30 décembre 2011

عري فكري يتغطّى ب"قضيّة" المرأة

من وحي تعرية و ضرب و سحل متظاهرة مصريّة من قبل "العسكر" في شوارع القاهرة و من قبله حادثة فحوص العذريّة الإجباريّة على المتظاهرات.


المرأة العربيّة بما فيها التّونسيّة لم تنلْ بعدُ حرّيّتها.
فلا للقول كذبا بأنّها قد نالت حقوقها بالكامل.
نعم لتحرير المرأة في مجتمعاتنا العربيّة.

إنصاف المرأة لا يمرّ عبر التّشريعات و القوانين فقط بل عبر تغيير جذري للعقليّة السّائدة التي لا زالتْ تحتقر المرأة.

إعطاء المرأة المكانة التي تستحقّها في المجتمع لا تكفله قوانين تفرض على الأحزاب فرضا أن تكون 50% من أعضاء قوائمهم نساء فيستجيبون مكرهين ليضعوا نساء لا يثقون في أهليّتهنّ كديكور تمويهي و تنفضح عدم ثقتهم فيهنّ من خلال التّرشيحات الوزاريّة التي تكاد تكون المرأة مُقصاةً منها.

إحترام المرأة يمرّ عبر التّعامل مع الإنسان فيها قبل الأنثى.
إحترام المرأة يمرّ عبر الدّفاع عن الإنسانة التي ضُربت و سُحلت في مظاهرات القاهرة بدل الحديث عن تعريتها و إن كانت حقيقيّة أم مفتعلة و نوع ملابسها الداخليّة و مدى شرعيّة حجابها و حكم مشاركتها في المظاهرة.

إحترام المرأة يمرّ عبر استهجان قيام الجيش المصري بفحوص عذريّة إجباريّة و مهينة للحرمة الجسديّة للمتظاهرات اللّواتي تمّ احتجازهنّ بدل السّؤال عن نتائج تلك الفحوص، كأنّ للعذريّة علاقة بالتزام تلك الفتيات بقضيّة وطنهنّ، أو كأنّه بالإمكان الإرتكاز إلى بعض نتائج الفحوص لتبرير أيّ انتهاكات تمارس على تلك الفتيات و لإفلات الجناة من العقاب.

لاجدوى لقوانين تُعطي أفضليّة زائفة للمرأة إذا كانت العقول لازالت تقف عند جسدها عاجزة عن التعامل معها كإنسان.




هل حقّا قام التّونسيّون بثورة ؟



هل قمنا بثورة ؟ هل هي مجرّد انتفاضة؟ و إن كانت ثورة فهل اكتملت؟ و هل بلغنا برّ الأمان؟



الثّورة في نظري ليست ثورة على حاكم ظالم بل على الظّلم في المطلق و على جميع أسبابه و مظاهره.
و قد انتفض التّونسيون على حاكم ظالم و بدؤوا بناء مؤسّسات لتفادي تكرّر الظّلم.


لكنّنا لم نثر بعد على العادات السّيّئة في مجتمعنا.
لم نثر بعد على تبعيّتنا الإقتصاديّة التّاريخيّة بل أدّت بنا الإضرابات و الإعتصامات المزمنة إلى حاجة أكبر إلى الدّعم الخارجي في حين أنّ المتوقّع من ثائر يتحلّى بحسّ المسؤوليّة و الإنتماء إلى الوطن أن يعمل بجهد مضاعف لتحقيق استقلاليّة بلده و أمنها الإقتصادي.


كما أنّ المتوقّع من الثّائر الوطني أن يطالب بالقطيعة مع رؤوس الفساد و محاسبة المسؤولين عنه في الدّاخل و عدم التّعاون مع المنظّرين له في الخارج.
في حين نجد أنفسنا أمام تبريرات للتّغاضي عن الظّلم و التّعاون معه باسم سياسة المراحل و الذّكاء السّياسي و غير ذلك.


يبدو جليّا أنّ عزيمة البعض بدأت تفتر و بدأنا نستكين إلى التّصالح مع بقايا الظّلم دون محاسبة حقيقيّة مكتفين بأكباش الفداء، كما أنّ الإعتبارات السّياسيّة صارت أهمّ من أمور كنّا نخالها مبدئيّة كالتّعاون مع الجلاّد الدّاخلي و الجلاّد الخارجي و هنا يتنكّر "اليمين" أو التّيّار المحافظ لنفسه و للمبادئ و المحافظة التي يُفترض أنّه يقوم عليها .


و لليمين أسبابه الإقتصاديّة التي " يتعلّل" بها، و اليسار بشقّه الصّادق المدافع عن حقوق العمّال و بشقّه "الإنتهازي" المستغلّ لأوجاع العمّال لضرب غريمه السّياسي "اليميني"، يعطي غطاء شرعيّا للتّنازلات من خلال إضرابات قاتلة لاقتصاد البلد، في ظلّ فصل غير واضح بين الشّقّين.
كما أنّه يتخلّى عن الأغلبيّة وحدها في وجه ضغوط خارجيّة و تحدّيات أمنيّة داخليّة يُفترض إخراجها من دائرة التّجاذبات السّياسيّة و الإلتفاف جميعا لمواجهتها.


أمّا المواطن فبسكوته عن تنازلات هؤلاء و تعلّلاتهم و عن مطالب أولئك المجحفة فإنّه يقف موقف المتفرّج أو كالمسافر الذي يقف وسط الرّحلة لأنّه ليس لديه طول نفس لمواصلتها.
رحلة الثّورة لازالت متواصلة و رأيي أنّ اسقاط الدّكتاتور ليس كافيا، فمازال أمامنا الإلتزام بالمبادئ و الأخلاقيّات و بناء الإقتصاد معا، و إلاّ فإنّ "الثّورة" ستظلّ مبتورة.


أستغرب الرّغبة في اعطاء شقّ من هذه الإستحقاقات صبغة يمينيّة و الشّقّ الآخر صبغة يساريّة غصبا،
 فالذين أشعلوا الثّورة كان آخر همّهم اليمين و اليسار و الأحداث تثبت أنّ التّيّارين (إلاّ من رحم ربّي!) يلعبان لعبة السّياسة و أنّ المصالح السّياسيّة تُغلّب أحيانا كثيرة على المصلحة الوطنيّة، فكلّ طرف يستفيد من أخطاء غريمه و يتربّص به لا حرصا على خدمة الوطن بل حرصا على ابراز أفضليّته.


كما أنّه من المؤسف أنّ جزء ا منّا كمواطنين انخرط في هذه اللعبة غافلا أو واعيا بمباركة التّنازلات و التبعيّة أو بتبرير الإضرابات و إيقاف عجلة الإقتصاد كلّ حسب انتماء اته الحزبيّة.
بل و يبلغ الأمر أحيانا درجة الإمتناع الكلّي عن أيّ مراجعة للذّات و تبرير ما لا يُبرَّر و رفض الإعتراف بحصول أخطاء صارخة فقط لأنّ فصيله السّياسي هو من قام بها.


الثّورة لم تكتمل...
هذه الثّورة لم يشعلها المسيّسون، لكنّهم قد يقتلونها بتسييسهم لها.


Wafa BOUDGUIGA

dimanche 30 octobre 2011

هجمة تونسيّة بالآلاف على صفحة الرّئيس الأمريكي على الفايسبوك ـ وجهة نظر


Aujourd'hui il y a des inondations en Tunisie, les tunisiens sont restés chez eux toute la journée, et quand les tunisiens restent une journée devant leurs ordinateurs et surtout quand ils coordonnent entre eux pour faire quelque chose, cela peut causer "des dégâts" !


Une attaque massive des pages d'OBAMA et de SARKOZY :
Des blagues, beaucoup d'humour et de la critique vis à vis de la démocratie à géométrie variable, des milliers de commentaires ( 64 milles commentaires sur une seule publication !)


Il n'est pas logique de ne pas exploiter cette énorme énergie de nos jeune pour faire des choses plus utile pour le pays quand même! 




اليوم هنالك فيضانات في تونس، لازم أغلب التّونسيّين بيوتهم. يبدو الخبر عاديّا للوهلة الأولى لكن عندما يبقى التونسيّون في بيوتهم و أمام حواسيبهم يوما كاملا و خاصّة عندما ينسّقون فيما بينهم فإنّ الأمر قد يتسبّب في بعض "الخسائر"

هجمة من قبل قبل آلاف مستعملي الأنترنات على صفحات الرّئيسين أوباما و ساركوزي:
نُكت، الكثير من الحسّ الفكاهي و من الحسّ النّقدي لسياساتهما و للمعايير المزدوجة في توظيف الدّيمقراطيّة.(64 ألف تعليق حول نشريّة واحدة !!)

من غير المعقول عدم السّعي لتوظيف هذه الحيويّة الهائلة لشبابنا في أشياء أخرى تنفع البلد !

vendredi 28 octobre 2011

هذه أيضا عائلة تونسيّة : قصّة قصيرة


كان يعمل في حضيرة بناء بجانب منزلنا، ناداني طالبا قارورة ماء.
أحضرتها له فمدّ يدا شديدة الجفاف لتسلّمها، بشرتها متشقّقة من جمع الزّيتون خريفا و من من حضائر البناء باقي السّنة للإنفاق على عائلة لا يجد الوقت ليتمتّع بصحبتها.


فزوجته تشتغل في مصنع خياطة أجنبيّ ب250 دينارا ثمنها البقاء واقفة ستّة أيّام عمل في الأسبوع، تخرج وقت الفجر و لا تعود إلاّ بعد الغروب، ثمنها آلام في الظّهر و في القدمين أمّا المعالجة فلا تملك ثمنها.
ثمنها أيضا القبول بشتى أنواع الإهانات من قبل المشغّل الأجنبي و كذلك من قبل المسؤولين الذين يعيّنهم لترويض بني جلدتهم و إذلالهم فكلّما كانوا أقسى كلّما زادتْ منحهم، و من يتجرّأ على الإحتجاج على هدر كرامته يفقد عمله و يُعوّض في نفس اليوم، كيف لا و عشرات من أصحاب الشّهائد العاطلين يقفون يوميّا في طوابير أمام المصنع أملا في تعيينهم.


تعود إلى البيت مساءً، تسقي دجاجاتها و تجمع البيضات التي حصّلتها لليوم.
تبعث أكبر أطفالها ليشتري لها علبة معجون طماطم من دكّان يبعد كيلومترا عن البيت، يستجيبُ على مضض بعد أن هدّدته بأنّهم سيبيتون دون عشاء إن لم يذهب، فأطفالها العائدون من مدرسة تبعد كيلومترات عن البيت، لا يريدون إلاّ الإستراحة من عناء رحلة العذاب اليومي.


ينزع طفلاها الآخران جواربهما المبلّلة بسبب دخول مياه الأمطار داخل الأحذية المثقوبة، تجفّفها فوق  "الكانون" كي يعيدا لبسها في الغد.
يقتربان من الكانون لتدفئة أيديهما و أقدامهما المتجمّدة من البرد.


يعود ابنها ليعلمها أنّ الدّكّان رفض أي يبيعه علبة الطّماطم "بالكريدي" لأنّهم لم يسدّدوا ما عليهم منذ أربعة أشهر، تغضب، تغمغم و تسبّ ثمّ تصمتْ.
تحتار كيف ستطبخ هذه "العجّة" و ليس لديها شيء آخر في البيت، تذهب إلى جارتها فتُقرضها ملعقة من معجون الطّماطم، تعلم أنّها لا تكفي لكنّها تُسهب في شُكرها.


تحضّر العشاء و تُكثر من "الفلفل الأحمر" كي تعوّض نقص الطّماطم.
يشتكي أطفالها من أنّ العشاء "حارّ برشة" فتُقنعهم بأنّها مجرّد تهيّؤات.


تحضّر كأس شاي "زايد سكّر" لزوجها، يشربه على مهل علّه يحلّي به و لو فقط للحظات، حياة تسمّمه مرارتها، . 
في الأثناء تحضّر زوجته الفراش لأبنائها، تغيّر مكان الحصيرة لتلافي السّقف الذي يقطر.


تعود إليه فيحدّثها عن الدّيون المستحقّة عليهم من الدّكّان و الجار الذي أقرضهم مبلغا من المال و عن مُشغّله الذي تأخّر في دفع أجرته... و تحدّثه عن حاجة أطفالهم لأدوات مدرسيّة و أحذيّة.
أمام الإحساس بالعجز، يتّهم كلّ منهما الآخر بالإسراف فيتخاصمان.


يذهبان إلى النّوم، تنظر إليه فترى تجاعيد وجهه المتجهّم أكثر حدّة و عمقا على الضّوء الخافت للمصباح الزّيتي، فتدير له ظهرها و تنظر إلى أطفالها النّائمين في نفس الغرفة ثمّ تُغمض عينيها حالمة بغد ينجحون فيه في دراستهم و ينالون فيه أحسن الوظائف و لا يقفون فيه يستجدون شغلا استعباديّا على أعتاب معمل أجنبي كأصحاب الشّهائد الذين تراهم كلّ يوم.

mercredi 26 octobre 2011

لا ولاء إلاّ للمبدأ، سنشدّ على أيديكم بقدر إخلاصكم للوطن فإذا تنكرّتم له تنكّرنا لكم

https://www.facebook.com/photo.php?v=289933344364925



إذا حسب الفيديو الملحق رابطه أعلاه يبدو أنّ ما تمنّيتُ أن يكون إشاعة هو حقيقة كابوسيّة و يبدو أنّ السّيّد حمّادي الجبالي أمين

عامّ حركة النّهضة قد ذكر فعلا اسم الباجي قايد السّبسي من بين من ترشّحهم حركة النّهضة لرئاسة الجمهوريّة.




مجرّد الاقتراح يُعتبر طعنة موجعة في ظهر الثّورة (أو خطأً فادحا في أحسن الأحوال) و تخييبا سريعا لظنّ الملايين الذين انتخبوا الحركة.
يتزامن هذا الإقتراح مع تأجيل مريب للإعلان عن نتائج الإنتخابات بلا مبرّر مقنع و أصبح رئيس الهيئة العليا للإنتخابات يُطلّ علينا كلّ يوم ليُعلن بأنّ الإعلان عن النّتيجة النّهائيّة للإتخابات سيكون غدا.
ممّا يفتح باب الشّكوك و التّكهّنات بما يحث وراء الكواليس على مصراعيه.

من هنا أقول أنّني كمواطنة تونسيّة أطالب بمعرفة الحقيقة كاملة و حالا :
* إن كانت حركة النّهضة تتعرّض للإبتزاز السّياسي لفرض وجوه معيّنة في الحكومة القادمة من قبل أطراف داخليّة أو خارجيّة، عربيّة أو غربيّة ، مدنيّة أو عسكريّة فعليها أن تُعلن عن ذلك حالا و إلاّ فهي شريكة في المؤامرة لأنّ مستقبل تونس ملك لكلّ التّونسيّين ولم يسقط منّا شهداء ليتواصل تحديد مصيرنا في الدّهاليز المظلمة.


*على السّيّد كمال الجندوبي و هيئته أن يلتزموا بالحياد و الشّفافيّة التي شهد لهم العالم بها و أن لا يرضخوا للضّغوط أيّا كان مصدرها و أن يُعلنوا عن النّتائج بأسرع وقت مع تفسير مقنع للتّأخير الكبير و إلاّ فستُنسى كلّ مجهوداتهم و لن يذكرهم التّاريخ إلاّ على أنّهم قد زوّروا الإنتخابات و بدّدوا أحلام شعب أعطاهم ثقته لإنجاز أوّل انتخابات نزيهة في تاريخه.


*لي قصيدة كتبتها منذ مدّة بعنوان "ثُرْ "، أشتقّ منها الأبيات التّالية :


ثُرْ ! و قاومْ حتّى يلين القيدُ المهينُ و ينفطِرْ

فهنالك فرق بين الدّيبلوماسيّةْ و الإنتهازيّةْ

أو يُنسيكَ صرخاتِ أخيكَ عزْفُ الوتَرْ

وَهلْ تكفي الكنوزُ لتَنسى الأَمةُ أنّها عبدةٌ مَسبيّةْ

أمْ يُسلّمُ الجندي سلاحهُ و عدوّهُ بعدُ ما اندَحَرْ

ليقنعَ بوصايةٍ و بعضِ كرامةٍ و بعض حريّةْ

ثُرْ !  فمناضلٌ يُشتَرَى كانَ مناضلاً و انتحرْ

ويكتب التّاريخ أنّه خائن ونضالاته تصيرُ منسيّةْ
...
*هنالك فرق بين الحكمة و الإنبطاح فالدّعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنيّة من قبل حركة النّهضة و انفتاحها على باقي الأحزاب مع أنّها تمتلك الأغلبيّة يُعتبرُ حكمة و سماحة أمّا السّماح لوجوه من النّظام البائد بالعودة لحكم تونس من الباب الكبير و تزكية النّهضة لذلك فهو سلوكٌ انبطاحي مهينٌ يمسّ كرامة شعب بأكمله و عليها أن تُدرك أنّ كرامة الشّعبِ خطّ أحمر لا يجب أن يدخل عالم المزايدات السّياسّة و إلاّ فإنّ شعبا انتخبها و أتى بها إلى الحكم قادرٌ أيضا على كنسها منه.


* على المستقلّين و الشّخصيّات الفاعلة في المجتمع و الأحزاب التي أتت في المراتب الثّانية و الثالثة و خاصّة المؤتمر من أجل الجمهوريّة و التّكتّل أن تقوم بإنارة المواطن و طمأنته بدل تركه فريسة للتّكهّنات و من واجبها ألاّ تقف مكتوفة اليدين أمام أيّ محاولة التفاف على إرادة الشعب و ألاّ يسيل لعابها أمام كعكة السّلطة فتدير الظّهر للمواطن الذي انتخبها.


كلمة الختام: لا ولاء إلاّ للمبدأ، سنشدّ على أيديكم بقدر إخلاصكم للوطن فإذا تنكرّتم له تنكّرنا لكم.
https://www.facebook.com/note.php?note_id=308829789132944

dimanche 23 octobre 2011

مفاجآت الإنتخابات: تقدّم كاسح للنّهضة، أحزاب "كبيرة" تُقزّمْ و "ظاهرة الهاشمي الحامدي"

كتبت مقالا يوم أمس حول مشاركتي في فرز الأصوات بمدينة مرسيليا الفرنسيّة و ذكرتُ فيه أنّ مفاجأة كبرى تنتظر التّونسّيين لكنّي امتنعت عن إعطاء التّفاصيل أو نتائج الفرز في انتظار انتهاء التّصويت داخل تونس تجنّبا للتّأثير على النّاخبين.


الآن و قد انتهى التّصويت فبإمكاني العودة للتّفاصيل: 

إذا المفاجأة الكبرى تتمثّل في حصول العريضة الشّعبيّة للهاشمي الحامدي على عدد كبير و كبير جدّا من الأصوات ممّا جعله يحتلّ المركز الثّاني بمدينة مرسيليا وراء النّهضة و متقدّما على أكبر الأحزاب كالمؤتمر من أجل الجمهوريّة و التّكتّل و الدّيمقراطي التّقدّمي و القطب.


و مردّ الإستغراب هو أنّ هذا الحزب عمل في صمت إذ باستثناء قناة المستقلّة للسّيد الحامدي و التّي مكّنته من إيصال أفكاره إلى عدد كبير من التّونسيّين، باستثناء ذلك فإنّه لم يلاحظ أيّ نشاط ميداني أو حملة انتخابيّة للحزب ممّا جعل كلام الحامدي عن طموحه إلى الرّئاسة سبب تندّر و فكاهة على كثير من صفحات الفايسبوك التّونسيّة مؤخّرا.


لكن في ظلّ نتائج مراكز الإقتراع بالخارج و النّتائج التي ترد علينا تباعا من تونس فإنّه ربّما يتعيّن على التّونسيّين أن يغيّروا تعاملهم مع فرضيّة أن يصبح الحامدي رئيسا من مصدر تندُّرْ إلى إمكانيّة موضوعيّة!
و يبقى أمر هذا الحزب و طريقة عمله في صمت و كيف كسب الأصوات و نوعيّة النّاخبين، يبقى كلّ هذا في حاجة إلى دراسة معمّقة لفهم "الظّاهرة" !


من النّتائج الواضحة أيضا النّجاح الكاسح لحركة النّهضة التي و إن كان فوزها متوقّعا فإنّ نسبته هي التي فاقت كلّ التّوقّعات خاصّة مع "تقزيم" أحزاب تُعتبر "كبيرة و عريقة".
و عليه فإنّ هذه الإنتخابات حتما ستعيد رسم الخارطة السّاسيّة للبلد.


أمّا الملاحظة الثّالثة على ضوء النّتائج الأوّليّة القادمة من داخل تونس فهي عدم تجانس الخيارات الإنتخابيّة بين مختلف المناطق خاصّة إذا ما قارنّا نتائج تونس العاصمة و سوسة و سيدي بوزيد...ولا أودُّ أن أستبق  الأحداث لكن أتمنّى أن لا تكون الجهويّة محرّكا رئيسيّا لخياراتنا الإنتخابيّة و إلاّ فإنّ الحسّ الوطني كلّه يُصبح في حاجة للإسعاف المستعجل.

في انتظار النّتائج النّهائيّة، تحيّاتي.