dimanche 30 octobre 2011

هجمة تونسيّة بالآلاف على صفحة الرّئيس الأمريكي على الفايسبوك ـ وجهة نظر


Aujourd'hui il y a des inondations en Tunisie, les tunisiens sont restés chez eux toute la journée, et quand les tunisiens restent une journée devant leurs ordinateurs et surtout quand ils coordonnent entre eux pour faire quelque chose, cela peut causer "des dégâts" !


Une attaque massive des pages d'OBAMA et de SARKOZY :
Des blagues, beaucoup d'humour et de la critique vis à vis de la démocratie à géométrie variable, des milliers de commentaires ( 64 milles commentaires sur une seule publication !)


Il n'est pas logique de ne pas exploiter cette énorme énergie de nos jeune pour faire des choses plus utile pour le pays quand même! 




اليوم هنالك فيضانات في تونس، لازم أغلب التّونسيّين بيوتهم. يبدو الخبر عاديّا للوهلة الأولى لكن عندما يبقى التونسيّون في بيوتهم و أمام حواسيبهم يوما كاملا و خاصّة عندما ينسّقون فيما بينهم فإنّ الأمر قد يتسبّب في بعض "الخسائر"

هجمة من قبل قبل آلاف مستعملي الأنترنات على صفحات الرّئيسين أوباما و ساركوزي:
نُكت، الكثير من الحسّ الفكاهي و من الحسّ النّقدي لسياساتهما و للمعايير المزدوجة في توظيف الدّيمقراطيّة.(64 ألف تعليق حول نشريّة واحدة !!)

من غير المعقول عدم السّعي لتوظيف هذه الحيويّة الهائلة لشبابنا في أشياء أخرى تنفع البلد !

vendredi 28 octobre 2011

هذه أيضا عائلة تونسيّة : قصّة قصيرة


كان يعمل في حضيرة بناء بجانب منزلنا، ناداني طالبا قارورة ماء.
أحضرتها له فمدّ يدا شديدة الجفاف لتسلّمها، بشرتها متشقّقة من جمع الزّيتون خريفا و من من حضائر البناء باقي السّنة للإنفاق على عائلة لا يجد الوقت ليتمتّع بصحبتها.


فزوجته تشتغل في مصنع خياطة أجنبيّ ب250 دينارا ثمنها البقاء واقفة ستّة أيّام عمل في الأسبوع، تخرج وقت الفجر و لا تعود إلاّ بعد الغروب، ثمنها آلام في الظّهر و في القدمين أمّا المعالجة فلا تملك ثمنها.
ثمنها أيضا القبول بشتى أنواع الإهانات من قبل المشغّل الأجنبي و كذلك من قبل المسؤولين الذين يعيّنهم لترويض بني جلدتهم و إذلالهم فكلّما كانوا أقسى كلّما زادتْ منحهم، و من يتجرّأ على الإحتجاج على هدر كرامته يفقد عمله و يُعوّض في نفس اليوم، كيف لا و عشرات من أصحاب الشّهائد العاطلين يقفون يوميّا في طوابير أمام المصنع أملا في تعيينهم.


تعود إلى البيت مساءً، تسقي دجاجاتها و تجمع البيضات التي حصّلتها لليوم.
تبعث أكبر أطفالها ليشتري لها علبة معجون طماطم من دكّان يبعد كيلومترا عن البيت، يستجيبُ على مضض بعد أن هدّدته بأنّهم سيبيتون دون عشاء إن لم يذهب، فأطفالها العائدون من مدرسة تبعد كيلومترات عن البيت، لا يريدون إلاّ الإستراحة من عناء رحلة العذاب اليومي.


ينزع طفلاها الآخران جواربهما المبلّلة بسبب دخول مياه الأمطار داخل الأحذية المثقوبة، تجفّفها فوق  "الكانون" كي يعيدا لبسها في الغد.
يقتربان من الكانون لتدفئة أيديهما و أقدامهما المتجمّدة من البرد.


يعود ابنها ليعلمها أنّ الدّكّان رفض أي يبيعه علبة الطّماطم "بالكريدي" لأنّهم لم يسدّدوا ما عليهم منذ أربعة أشهر، تغضب، تغمغم و تسبّ ثمّ تصمتْ.
تحتار كيف ستطبخ هذه "العجّة" و ليس لديها شيء آخر في البيت، تذهب إلى جارتها فتُقرضها ملعقة من معجون الطّماطم، تعلم أنّها لا تكفي لكنّها تُسهب في شُكرها.


تحضّر العشاء و تُكثر من "الفلفل الأحمر" كي تعوّض نقص الطّماطم.
يشتكي أطفالها من أنّ العشاء "حارّ برشة" فتُقنعهم بأنّها مجرّد تهيّؤات.


تحضّر كأس شاي "زايد سكّر" لزوجها، يشربه على مهل علّه يحلّي به و لو فقط للحظات، حياة تسمّمه مرارتها، . 
في الأثناء تحضّر زوجته الفراش لأبنائها، تغيّر مكان الحصيرة لتلافي السّقف الذي يقطر.


تعود إليه فيحدّثها عن الدّيون المستحقّة عليهم من الدّكّان و الجار الذي أقرضهم مبلغا من المال و عن مُشغّله الذي تأخّر في دفع أجرته... و تحدّثه عن حاجة أطفالهم لأدوات مدرسيّة و أحذيّة.
أمام الإحساس بالعجز، يتّهم كلّ منهما الآخر بالإسراف فيتخاصمان.


يذهبان إلى النّوم، تنظر إليه فترى تجاعيد وجهه المتجهّم أكثر حدّة و عمقا على الضّوء الخافت للمصباح الزّيتي، فتدير له ظهرها و تنظر إلى أطفالها النّائمين في نفس الغرفة ثمّ تُغمض عينيها حالمة بغد ينجحون فيه في دراستهم و ينالون فيه أحسن الوظائف و لا يقفون فيه يستجدون شغلا استعباديّا على أعتاب معمل أجنبي كأصحاب الشّهائد الذين تراهم كلّ يوم.

mercredi 26 octobre 2011

لا ولاء إلاّ للمبدأ، سنشدّ على أيديكم بقدر إخلاصكم للوطن فإذا تنكرّتم له تنكّرنا لكم

https://www.facebook.com/photo.php?v=289933344364925



إذا حسب الفيديو الملحق رابطه أعلاه يبدو أنّ ما تمنّيتُ أن يكون إشاعة هو حقيقة كابوسيّة و يبدو أنّ السّيّد حمّادي الجبالي أمين

عامّ حركة النّهضة قد ذكر فعلا اسم الباجي قايد السّبسي من بين من ترشّحهم حركة النّهضة لرئاسة الجمهوريّة.




مجرّد الاقتراح يُعتبر طعنة موجعة في ظهر الثّورة (أو خطأً فادحا في أحسن الأحوال) و تخييبا سريعا لظنّ الملايين الذين انتخبوا الحركة.
يتزامن هذا الإقتراح مع تأجيل مريب للإعلان عن نتائج الإنتخابات بلا مبرّر مقنع و أصبح رئيس الهيئة العليا للإنتخابات يُطلّ علينا كلّ يوم ليُعلن بأنّ الإعلان عن النّتيجة النّهائيّة للإتخابات سيكون غدا.
ممّا يفتح باب الشّكوك و التّكهّنات بما يحث وراء الكواليس على مصراعيه.

من هنا أقول أنّني كمواطنة تونسيّة أطالب بمعرفة الحقيقة كاملة و حالا :
* إن كانت حركة النّهضة تتعرّض للإبتزاز السّياسي لفرض وجوه معيّنة في الحكومة القادمة من قبل أطراف داخليّة أو خارجيّة، عربيّة أو غربيّة ، مدنيّة أو عسكريّة فعليها أن تُعلن عن ذلك حالا و إلاّ فهي شريكة في المؤامرة لأنّ مستقبل تونس ملك لكلّ التّونسيّين ولم يسقط منّا شهداء ليتواصل تحديد مصيرنا في الدّهاليز المظلمة.


*على السّيّد كمال الجندوبي و هيئته أن يلتزموا بالحياد و الشّفافيّة التي شهد لهم العالم بها و أن لا يرضخوا للضّغوط أيّا كان مصدرها و أن يُعلنوا عن النّتائج بأسرع وقت مع تفسير مقنع للتّأخير الكبير و إلاّ فستُنسى كلّ مجهوداتهم و لن يذكرهم التّاريخ إلاّ على أنّهم قد زوّروا الإنتخابات و بدّدوا أحلام شعب أعطاهم ثقته لإنجاز أوّل انتخابات نزيهة في تاريخه.


*لي قصيدة كتبتها منذ مدّة بعنوان "ثُرْ "، أشتقّ منها الأبيات التّالية :


ثُرْ ! و قاومْ حتّى يلين القيدُ المهينُ و ينفطِرْ

فهنالك فرق بين الدّيبلوماسيّةْ و الإنتهازيّةْ

أو يُنسيكَ صرخاتِ أخيكَ عزْفُ الوتَرْ

وَهلْ تكفي الكنوزُ لتَنسى الأَمةُ أنّها عبدةٌ مَسبيّةْ

أمْ يُسلّمُ الجندي سلاحهُ و عدوّهُ بعدُ ما اندَحَرْ

ليقنعَ بوصايةٍ و بعضِ كرامةٍ و بعض حريّةْ

ثُرْ !  فمناضلٌ يُشتَرَى كانَ مناضلاً و انتحرْ

ويكتب التّاريخ أنّه خائن ونضالاته تصيرُ منسيّةْ
...
*هنالك فرق بين الحكمة و الإنبطاح فالدّعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنيّة من قبل حركة النّهضة و انفتاحها على باقي الأحزاب مع أنّها تمتلك الأغلبيّة يُعتبرُ حكمة و سماحة أمّا السّماح لوجوه من النّظام البائد بالعودة لحكم تونس من الباب الكبير و تزكية النّهضة لذلك فهو سلوكٌ انبطاحي مهينٌ يمسّ كرامة شعب بأكمله و عليها أن تُدرك أنّ كرامة الشّعبِ خطّ أحمر لا يجب أن يدخل عالم المزايدات السّياسّة و إلاّ فإنّ شعبا انتخبها و أتى بها إلى الحكم قادرٌ أيضا على كنسها منه.


* على المستقلّين و الشّخصيّات الفاعلة في المجتمع و الأحزاب التي أتت في المراتب الثّانية و الثالثة و خاصّة المؤتمر من أجل الجمهوريّة و التّكتّل أن تقوم بإنارة المواطن و طمأنته بدل تركه فريسة للتّكهّنات و من واجبها ألاّ تقف مكتوفة اليدين أمام أيّ محاولة التفاف على إرادة الشعب و ألاّ يسيل لعابها أمام كعكة السّلطة فتدير الظّهر للمواطن الذي انتخبها.


كلمة الختام: لا ولاء إلاّ للمبدأ، سنشدّ على أيديكم بقدر إخلاصكم للوطن فإذا تنكرّتم له تنكّرنا لكم.
https://www.facebook.com/note.php?note_id=308829789132944

dimanche 23 octobre 2011

مفاجآت الإنتخابات: تقدّم كاسح للنّهضة، أحزاب "كبيرة" تُقزّمْ و "ظاهرة الهاشمي الحامدي"

كتبت مقالا يوم أمس حول مشاركتي في فرز الأصوات بمدينة مرسيليا الفرنسيّة و ذكرتُ فيه أنّ مفاجأة كبرى تنتظر التّونسّيين لكنّي امتنعت عن إعطاء التّفاصيل أو نتائج الفرز في انتظار انتهاء التّصويت داخل تونس تجنّبا للتّأثير على النّاخبين.


الآن و قد انتهى التّصويت فبإمكاني العودة للتّفاصيل: 

إذا المفاجأة الكبرى تتمثّل في حصول العريضة الشّعبيّة للهاشمي الحامدي على عدد كبير و كبير جدّا من الأصوات ممّا جعله يحتلّ المركز الثّاني بمدينة مرسيليا وراء النّهضة و متقدّما على أكبر الأحزاب كالمؤتمر من أجل الجمهوريّة و التّكتّل و الدّيمقراطي التّقدّمي و القطب.


و مردّ الإستغراب هو أنّ هذا الحزب عمل في صمت إذ باستثناء قناة المستقلّة للسّيد الحامدي و التّي مكّنته من إيصال أفكاره إلى عدد كبير من التّونسيّين، باستثناء ذلك فإنّه لم يلاحظ أيّ نشاط ميداني أو حملة انتخابيّة للحزب ممّا جعل كلام الحامدي عن طموحه إلى الرّئاسة سبب تندّر و فكاهة على كثير من صفحات الفايسبوك التّونسيّة مؤخّرا.


لكن في ظلّ نتائج مراكز الإقتراع بالخارج و النّتائج التي ترد علينا تباعا من تونس فإنّه ربّما يتعيّن على التّونسيّين أن يغيّروا تعاملهم مع فرضيّة أن يصبح الحامدي رئيسا من مصدر تندُّرْ إلى إمكانيّة موضوعيّة!
و يبقى أمر هذا الحزب و طريقة عمله في صمت و كيف كسب الأصوات و نوعيّة النّاخبين، يبقى كلّ هذا في حاجة إلى دراسة معمّقة لفهم "الظّاهرة" !


من النّتائج الواضحة أيضا النّجاح الكاسح لحركة النّهضة التي و إن كان فوزها متوقّعا فإنّ نسبته هي التي فاقت كلّ التّوقّعات خاصّة مع "تقزيم" أحزاب تُعتبر "كبيرة و عريقة".
و عليه فإنّ هذه الإنتخابات حتما ستعيد رسم الخارطة السّاسيّة للبلد.


أمّا الملاحظة الثّالثة على ضوء النّتائج الأوّليّة القادمة من داخل تونس فهي عدم تجانس الخيارات الإنتخابيّة بين مختلف المناطق خاصّة إذا ما قارنّا نتائج تونس العاصمة و سوسة و سيدي بوزيد...ولا أودُّ أن أستبق  الأحداث لكن أتمنّى أن لا تكون الجهويّة محرّكا رئيسيّا لخياراتنا الإنتخابيّة و إلاّ فإنّ الحسّ الوطني كلّه يُصبح في حاجة للإسعاف المستعجل.

في انتظار النّتائج النّهائيّة، تحيّاتي.

ملخّص تجربة فرز الأصوات في انتخابات التّأسيسي



التّاريخ: الأحد 23 أكتوبر 2011 السّاعة 7:11 صباحا.
 2011 أنا أثناء مساهمتي في فرز الأصوات خلال انتخابات المجلس التّأسيسي _مرسيليا/فرنسا 22 أكتوبر 



عدت إلى المنزل منذ بضع دقائق بعد أن غادرته يوم السّبت على السّاعة الثّالثة بعد الظّهر للإنتخاب بقنصليّة تونس في مدينة مرسيليا الفرنسيّة.
السّبب: شاركت في فرز الأصوات الذي بدأ إثر انتهاء الإنتخاب.


نصائح:
كي تكون متأكّدا من أنّ تصويتك سيُحتسب:

ضع علامة قاطع و مقطوع داخل الخانة المخصّصة لحزبك.

لا تضع العلامة فوق الإسم أو الصّورة تجنّبا للشّك.

لا تضع أكثر من علامة و لا تكتُبْ أيّ شيء آخر بعد العلامة لأنّ تصويتك لن يُحتسبْ، إذا أخطأت أُطلُبْ ورقة ثانية لكن تأكّد أوّلا أنّ ذلك ممكن.

لا تضع إمضاءك بل علامة فقط.

على ورقة الإنتخاب توجد كلّ القوائم الموجودة، لكلّ حزب خانة مخصّصة لوضع العلامة: احذر أن تضع العلامة للحزب/القائمة الذي يوجد اسمه مباشرة قبل أو بعد حزبك/قائمتك و ذلك بالتّأكّد إن كان يجب وضع العلامة على اليمين أو على اليسار.


الإنطباعات:

 تطلّب الأمر جهدا و تركيزا كبيرين لساعات و ساعات، لكنّ الإحساس بالمشاركة في انجاح التّجربة الدّيمقراطيّة التّونسيّة له طعم لا يوصف.

مشاركة كثيفة للتّونسيّين و حضور ملحوظ للّذين لم يسجّلوا في القوائم الإنتخابيّة.

إذا كان توجّه التّونسيّين في بقيّة المراكز خارج الوطن و خاصّة في داخل الوطن اليوم الأحد شبيها بتوجّههم في مدينة مرسيليا فإنّ مفاجأة كبرى تنتظر التّونسيّين لدى الإعلان عن النّتائج...

أؤكّد هنا أنّه لا داعي للخوف لأنّها ليست ضرورة مفاجأة بالمعنى السّلبي للكلمة و لأنّ شرط التّنوّع محفوظ و تواجد مختلف التّوجّهات مضمون (طبعا إذا جاز تعميم نتائج مرسيليا على نطاق أوسع لأنّ عدد المقاعد المخصّصة بالمجلس التّأسيسي هنا محدود)
لكنّها مفاجأة الظّهور القويّ لحزب غير متوقّع على السّاحة.

بالنّسبة لكبرى الأحزاب فقد يتفاجأ البعض خاصّة بالنّسب التي حصل عليها كلّ حزب و التي تراها تارة دون المتوقّع و تارة فوق المتوقّع.

لم يتلقّ الحضور توصيات بعدم الإعلان عن نتائج الإنتخابات و أغلبهم نشرها على الفايسبوك و عبر الهاتف لكنّني مع ذلك أفضّل الإحتفاظ بالتّفاصيل لنفسي وقتيّاً رغبة منّي في عدم التّأثير على اختياراتكم اليوم.
في انتخابات داخل الوطن

نصائح ما بعد الإنتخابات:

اِستعلموا إن كان بإمكانكم المشاركة في فرز الأصوات مثلما فعلت ففي ذلك تقليص للشّكوك و زيادة في مصداقيّة انتخاباتنا الأولى.

الأهمّ:
أيّا كانت النّتائج، تحلّوا بالرّوح الرّياضيّة، فليتجنّب "المنتصرون" الإحتفالات المبالغ فيها و خاصّة الإستفزاز و ليتجنّب "الخاسرون" التّصرّفات الإنتقاميّة.

إذهبوا اليوم لمراكز الإقتراع و صوّتوا و لتستمتعوا بتلك اللّحظات لأنّه مهما كانت النّتيجة يجب أن تتذكّروا أنّكم تعيشون لحظات تاريخيّة في تاريخ البلد.


تحيا الدّيمقراطيّة، تحيا تونس.

vendredi 21 octobre 2011

الحملة الإنتخابيّة


أُتابعُ الحملة الإنتخابيّة التّي أصبح لها محوران أساسيّان: يسار حداثي و يمين محافظ.
و أرى أنّ كلّ الوسائل صارت مباحة للإطاحة بالخصم:

فالحداثيّون يُحدّثونك عن المحافظين و كأنّهم إذا وصلوا إلى الحكم سيحوّلون تونس إلى أفغانستان جديدة يُحرّم فيها كلّ شيء و تصبح فيها المرأة عبدة و الفنون كفرا...

أمّا المحافظون فيُصوّرون لك الحداثيّين على أنّهم بؤرة فساد إذا بلغوا الحكم حلّلوا كلّ المحرّمات و قتلوا كلّ مقوّمات هويّة البلد لصالح أجندات غربيّة...

لا تغرّك الدّعايات الإنتخابيّة، و أيّا كان الحزب الذي تصوّت له اليوم لا تتوان في محاسبته و انتقاده غدا.
غدا ستُصوّت لحزبك، لكنّ ولاءك فليكن دوما لضميرك.

mercredi 19 octobre 2011

صوّتْ


يصوّت المواطنون التّونسيّون بالخارج ابتداء من يوم غد الخميس و على امتداد ثلاثة أيّام.
لا تقاطع الإنتخاباتْ
لبّي نداء الوطن و صوّتْ
لا تسمح لتجّار الدّين،
لتجّار الحرّيّة،
لتجّار الحداثة،
لتجّار القوميّة،
لتجّار الوطنيّة
أو تجّار الثّوريّةْ ...
أن يسرقوا صوتكْ
أنْ يسلبو قراركْ
حكّم عقلكَ وضميركْ
لا تسمح لصوت الخوف أو اليأسِ أن يعلُو
فليكُنْ صوتُكَ أعلىَ
فليكُنْ صوتُكَ أعلىَ
فليكُنْ صوتُكَ أعلىَ


mardi 18 octobre 2011

هذه الحملة الإنتخابيّة و القائمون عليها من مختلف التّوجّهات:

مرّة تكويكَ بضرب الحسامْ
مرّة توصي بإحكام اللّجامْ
و مرّة تبتسمْ فتقول ياسلامْ
أيا مسكينُ فالضّربُ تحت الحزامْ

lundi 17 octobre 2011

كفى !

مظاهراتٌ تندّد بعرض الفلم الإيراني"

"برسيبولس "

على قناة نسمة.

صورة رقم 1
قنوات تلفزيّة أجنبيّة تتحدّث عن"متطرّفين"، "سلفيّين"، أعمال عنف و تخريب.
دعواتٌ للإنتقام من قناة نسمة، حرّية الصّحافة مهدّدة...
صور لرجال لحاهم طويلة يلبسون القمصان كفيلة بأن تجعل المتفرّج الغربي يُفكّر في زحف طالباني و تطرّف ديني متنام.
قلت الغربي؟ لا والتّونسيّ أيضا.
قناة الجزيرة أيضا تستعمل نفس المفردات و تتحدّث عن إسلاميّين...

صفحات كثيرة على الفايسبوك تتحدّث عن أنصار الإسلام الذين خرجوا دفاعا عنه من خطر الملحدين الذي ينشرون الكفر في بلاد المسلمين...

لا يمضي وقت طويلٌ قبل أن تخرج مظاهراتٌ مضادّة.
على صفحات الفايسبوك: صورة رقم 2:
"أعداء الدّين" خرجوا مطالبين "بحرّيّة الفساد"
"مجموعات تأتمر بإملاء ات خارجيّة و تبيع هويّة تونس"
"مظاهرات الشّواذ و الملحدين"

إذا هي حرب دينيّة بين حماة الدّين و الكفّار !
يا حبيبي! إذا كنتَ مثلي لا يُمكنك الإندساس داخل أيّ من المجموعتين، فمن حقّك أن تشعر بالخوف.
و لتعلم أنّ الجهر بمخالفتك للإثنين كما أفعل الآن حماقة كبرى تجلب لك عداءالإثنين!

أعود إلى الصّور و أحاول ترتيبها:
هل خرج الآلاف من السّلفيّين في المظاهرات؟ ... قطعا لا، ربّما هم أكثر بروزا بسبب لباسهم المميّز.
خرج تونسيّون من مختلف التّوجّهات و خرج من لا توجّهات لهم، خرج المتديّن و الذي لا يعرف من الإسلام سوى الشهادتين و صوم رمضان فقط ليُبلّغ احتجاجه.
لكن حصلتْ تجاوزات و تصاعدت الأصواتُ التّكفيريّة و الدّعوات إلى القصاص فهل نختزل كلّ المتظاهرين في هذه الفئة العنيفة؟

على الجانب الآخر شعر البعض بتنامي خطر تكميم الأفواه و قتل الحرّيّات تحت غطاء الدّين فخرجوا يُنادون "أعتقني"
من بين هؤلاء قد تكون هنالك مجموعات توصف بال"متحرّرة" إذا ما قورنت بتقاليد المجتمع التّونسي بصفة عامّة، قد تكون هنالك مجموعات ذات ارتباطات خارجيّة، قد يكون هنالك علمانيّون، قد تكون هنالك منظّمات تنادي بالإعتراف بالمثليّة الجنسيّة في تونس، قد و قد و قد ...
فهل نختزل كلّ المتظاهرين في "عملاء" و "مثليّين"؟

أشعر بالصّدمة من حدّة الخطاب الإقصائي و من انتشار عقليّة إن لم تكن معي فأنت ضدّي، ما يعني أنّ على الكلّ أن يُحدّد فريقا و يضع لافتة على صدره ليُعلن فريقه.
يعني ذلك أيضا أنّ فريقا يُمثّل الخير كلّه و فريقا يُمثّل الشّرّ كلّه فتصبحُ  محاربته دفاعا مشروعا عن النّفس و يُفتح الباب على مصراعيه للتّنظير للإقصاء أو العنف باسم الدّيمقراطيّة و محاربة الظّلاميّين أو باسم الدّين و محاربة الكفّار !

والحالُ أنّ البعض قد يخرُجُ في مسيرة تُندّد بالتّعدّي على المقدّسات أو قد يخرج شخص في نفس المسيرة لا احتجاجا على الفلم نفسه (الذي يرى كثيرون أنّه لم يكن موجّها للإساءة للمسلمين كحوادث سابقة مثل الكاريكاتير), وإنّما احتجاجا على الإستفزاز الذي ينطوي عليه عرضه و على توقيت عرضه الذي حوله أكثر من سؤال.

ثمّ قد ينسحب مع تحوّل جزء من المسيرة من سلمي إلى عنيف.
ثمّ أمام دعوات القصاص و أصوات التّكفير قد يُشارك نفس الشّخص في مسيرة "أعتقني" مطالبا بحماية الحرّيّات.
ثمّ أمام رفع لافتات من نوع " تونس لن تكون بلد الملتحين أو الخوانجيّة" قد ينسحب صديقنارفضا لإقصاء ذوي الخلفيّات الإسلاميّة.

ثمّ يعود إلى البيت، يجد صورة على الفايسبوك تحرّض على الثّأر ممّن اعتدوا على الدّين و "مسحهم من الوجود".
يشعر بالإحباط، يكتب مقالا كثير الشّبه بهذا المقال، و يُذيّله بعبارة واحدة :

" كفى"

dimanche 16 octobre 2011

وجهة نظر


الإسلامُ مهدّد نعم، أعداؤه يتربّصون به نعم، لهم المال و وسائل الإعلام نعم، يستفزّون المسلمين و يُضيّقون عليهم نعم، قد آن الأوان كي يستردّ المسلمون المضطهدون حقوقهم المسلوبة نعم.

لكنّ هذا كلّه لا يُمكنه إقناعي بأنّ في إراقة الدّماء إنتصارٌ لله أو نُصرة للدّين و لا يُمكن للأصوات الهمجيّة أن تحجب صوت العقلاء من المسلمين الذين يجابهون الفكر بالفكر و الحجّة و بالقضاء و بالمقاطعة السّلميّة و بالسّماحة أيضا.

هؤلاء الذين يحاولون التّرويج لإسلام الدّماء ليسوا اخواني في الدّين إذ هم و أعداء الدّين عندي سواء في الإساءة إليه.

بين الدّكتاتور العميل و الدّكتاتور "الوطني" ! (من وحي الثّورة السّوريّة)


كُتب يوم 3 جويلية 2011

تختلف ردّات الفعل على ثورات العرب باختلاف الحاكم المعني بالأمر و سياساته و الخيارات البديلة بعد سقوطه.فلئن اتفقت كلّ الشّعوب العربيّة تقريبا على مساندة ثورتي تونس ومصر، فإنّنا نرى تذبذبا فيما يخصّ ثورات ليبيا و البحرين و سوريا.
وهنا برز تصنيف للطّغاة العرب: الدّكتاتور العميل للقوى الغربيّة الذي يجب استغلال المناخ الثوري الحالي للتّخلّص منه والدّكتاتور "الوطني" الذي تتعدّد حوله الآراء فهناك من لا يستثنيه من مصير الصّنف الأوّل وهناك من يرى مقاومته للمخطّطات الأجنبيّة وعدم التأكّد من البديل شفيعا لهذا الدّكتاتور و مبرّرا لعدم تمنّي رحيله حتّى مع الإقرار بطغيانه و جبروته.

ففي الحالة اللّيبيّة، زيادة على "خفّة دمّ القذّافي" التي لم يكن البعض يعرف عنه سواها، والتي جعلت من الصّعب على الكثيرين التّكهّن بالفضاعات التي بإمكانه الإقدام عليها، فإنّ مقاومته للغرب، المعلنة على الأقلّ جعلت الكثيرين يخافون سقوطه لا حُبّا فيه وإنّما خوفا ممّن يأتي بعده، ثمّ أتت حدّة الفضائع التي لحقت بالمدنيّين لتجعل الدّفاع عنه أمرا صعبا .

في الحالة البحرينيّة نرى نفس الخوف الذي يُوجّه المواقف المساندة أو المعارضة للثّورة، فهذه الثّورة حاول العديدون حصرها في ثورة شيعيّة على حاكم سُنّي وهو عنوان لم يُخطئ هدفه ألا وهو اللّعب على المشاعر فالعربيّ الذي لا زالت ذاكرته تحتفظ بصور مؤلمة للمواجهات السّنّية الشّيعيّة في العراق والتي اتّهمت إيران أكثر من مرّة بإشعالها، هذا العربيّ صار يُخيفه الكلام عن المدّ الشّيعيّ و المشروع الإيرانيّ في المنطقة فتراه يُصنّف الشأن البحريني ضمن المصلحة العليا للأمّة و هذه المصلحة تُصادر حقّه في استنكار العنف و تصادر حقّه في التّعبير عن تضامنه مع المتظاهرين في مطالبهم المشروعة .


أمّا الحالة السّوريّة، فهي في ظنّي الحالة الأكثر تجسيدا للرّهاب الفكري لدى العرب :
فالشّعب السّوري يتعرّض لمجزرة حقيقيّة لكنّ الأصوات العربيّة التي تُجاهر بالدّفاع عن نظام الأسد ليست بالقليلة .
إذ نظامه يُعدّ إحدى آخر قلاع المقاومة الرّسميّة التي تصدّت للمشروع الغربي في المنطقة و يُذكر له أنّه لم يرضخ للضغوطات على شدّتها كما لم يخذل المقاومة في كلّ من فلسطين و لبنان و بالنّسبة للمواطن المحبط الذي خذله أغلب الحكّام فهذا أكثر من كافٍ لتعليق وسام وطنيّة و قوميّة على صدر نظام الأسد.


فإلى ماضٍ قريب عندما لم يكن أحد يحلم أن يستيقظ الشّارع العربيّ و يثور على جلاّديه كان أغلبنا يؤمن بأنّه إن لم يكن من مفرّ من حاكم دكتاتور فليكن دكتاتورنا مقاوما على الأقلّ.
أضف إلى ذلك ضبابيّة الرّؤية حول النّظام البديل و لا تُعطي الحالة اللّيبيّة الكثير من الأمل إذ تطرح المساعدات الغربيّة بالسّلاح و المال للمجلس الإنتقالي اللّيبيّ أكثر من سؤال حول استقلاليّة هذا المجلس و مدى مصداقيّة تمثيله للشّعب اللّيبي و إن كان الوقت مبكّرا للحكم عليه .

من هنا أيضا يأتي الحديث عن تحريك الغرب للثورات في بلدان الممانعة و على رأسها سوريا و هنا أقول أنّه أمر غير مستبعد لا بل  سيكون من الغريب أن لا يستغلّ الغرب ثورات العرب و ثورة السّوريين تحديدا على نظام يُعاديهم لكن في نفس الوقت لا يُمكن لأحد ادّعاء أنّ هذه الثّورة مجرّد نتيجة لمؤامرة غربيّة إذ مثل ذلك كمثل من يحاول تغطية الشّمس بالغربال فلا دخان من دون نار و لولا اشتعال نار الظّلم في صدور السّوريين لما لبّوا نداء الثورة صادقة كانت أو مُفتعلة.

في نفس السّياق يأتي خطاب حسن حسن نصر اللّه المدافع عن حليفه التّقليدي و المثمّن للإصلاحات التي أعلن عنها .
و أنطلق من هذا الخطاب لأقول أنّني بدوري كنتُ سأثمّن هذه الإصلاحات لو تمّ الإعلان عنها منذ البداية أمّا الآن و قد سالت أنهار من دماء الأبرياء فإنّ مساندة الثّوّار أصبحت واجبا لا خيارا.
شعرت بالخيبة من خطاب السّيد الذي لطالما احترمته و أعتبره خطأً كبيرا، و إن كنت أتفهّم عرفانه لنظام ساند حزب الله في وقت تخلّى فيه عنه الجميع كما أتفهّم رغبته في عدم فقدان هذا الحليف خاصّه مع عدم ضمان توجّهات من سَيليه، و هي نفس المخاوف التي يرتكز عليها عدد من المدافعين عن القضيّة الفلسطينيّة .

لهؤلاء أقول أنّني أشاركهم نفس المخاوف كما أنّني بدوري من أشدّ المؤمنين بعدالة القضيّة الفلسطينيّة فهل يُبرّر ذلك إنكار عدالة القضيّة السّوريّة اليوم؟! 
يقول رسول الله صلّى الله عليه و سلّم " قل الحقّ و لو كان على نفسك" كما أنّ السّاكت عن الحقّ شيطان أخرس فمتى نثور على الشّياطين الخرساء داخلنا ؟!

هل ستتمّ محاولة استغلال ما يحلّ بالنظام السّوري من قبل أعداء الأمّة ؟
قطعا نعم، بل أنّ الرّاكبين على الثّورة في الدّاخل قد سبقوا مستغلّيها في الخارج  في كيل الإتّهامات لهذا النظام و حلفائه و على رأسهم حزب الله و طالت هذه الحملة وطنيّتهم و دفاعهم عن قضايا الأمّة و المؤسف في الأمر أنّ هذه المزايدات كثيرا ما تصدر عن أطراف سياسيّة تُهلّل للثورة لا انتصارا للمظلوم بل تشفّيا من عدوّها السّياسي إذ عدد لا بأس به من هذه الأطراف التي تزايد اليوم على وطنيّة حزب الله مثلا ، عدد لا بأس به قد تحالف مع الدّولة العبريّة نفسها في بعض المراحل التّاريخيّة بل لعلّ بعضها لا يزال متحالفا معها و عليه فإنّ هذه المزايدات مردودة على أصحابها .


ألم يكن جمال عبد النّاصر قائدا قوميّا من الدّرجة الأولى و مع ذلك نكّل بالإخوان المسلمين شرّ تنكيل كما كان صدّام حسين عروبيّا حتّى النّخاح فهل يجعلنا ذلك نُغمض أعيننا عن تقتيله للأكراد! فانتقاد عبد النّاصر أو صدّام حسين ليس طعنا في قوميّتهما و
إنّما انتقادٌ لسياسات خاطئة كذلك انتقاد نظام البعث السّوريّ اليوم ليس إنكارا لمقاومته و إنّما استنكار لتقتيل الشّعب السّوري .

إلى المهلّلين للإصلاحات الموعودة أقول ذلك أمر يبتّ فيه السّوريّون وحدهم فإن قبلوا قبلنا و لكن أترى الإصلاحات تأخذ بثأر من ماتوا برصاص الغدر و في زنزانات التّعذيب؟ قد يقوم النّظام بإصاحات اقتصاديّة و اجتماعيّة و لكن هل تُراه يقتصّ للمظلومين من نظامه نفسه ؟! 
أم أنّه على السّوريين أن يكتفوا بفتات الحرّية و عفا الله عمّا سلف .

لماذا يحتقر العربيّ نفسه إلى درجة التّسليم بأنّ الدّكتاتوريّة أمامه والوصاية الأجنبيّة وراءه و ما من مفرّ؟
!لماذا لا تكون ثورة على الوصاية و الدّكتاتوريّة معا ؟!
ربّما لم يعش أبناء جيلي وقائع مجزرة حماة البشعة في الثمانينات التي أقدم فيها النّظام السّوري على قصف المدنيّين بالمدفعيّة، كأنّني بالتّاريخ يعيد نفسه فإن أفلت الآباء من المحاكمة فهل سيغفر التّاريخ أن يُفلت الأبناء أيضا؟! 

للّذين يتّخذون من المصالح العليا للوطن و على رأسها القضيّة الفلسطينيّة مطيّة أقول بئسا لمزايدات يلبس فيها الحقّ بالباطل، ألم يكن الجيش السّوري بلبنان يوم ارتكبت مجزرة صبرا وشاتيلا في حقّ الفلسطينيّن بحماية إسرائيلية و على يد عملائهم من القوات اللّبنانيّة حينها، فماذا فعل غير التّخاذل عن نجدتهم إن لم يكن الطّواطؤ مع العدوّ كما تؤكّد جهات عديدة.


إلى متى يتعامل العرب مع الحرّيّة كنوع من الرّفاهيّة يقبّل أيدي حكّامه بمجرّد منحه بعضا منها .
ثمّ إلى متى نظلّ رهائن جبروت حكّامنا و مخاوفنا على قضايانا معا فلا دكتاتويّة الحكّام هزمنا و لا قضايا الأمّة في ظلّهم نصرنا إذ نتشبّث بحكّام نحن أدرى النّاس بظلمهم لكنّنا نخاف قدوم الأسوإ بعدهم كتشبّث مريض بالسّرطان الذي عايشه حتّى صار يخاله جزء ا من جسده يموت باستئصاله !
فأيّ نصرة لقضيّة تُرجى من عبيد لم يتحرّروا بعد من احتقار الذّات و من الخوف داخلهم.


يقول تميم البرغوثي "إن من يقتل طفلاً بالتعذيب لن يحرر أرضاً ولن ينصر حليفاً ولن يغلب عدواً، وإن كان تحرير فلسطين يقتضي تعذيب أطفال الشام فأبقوها محتلة خير لأطفالكم وأطفالها"
فكفانا إذا بحقّ الله ركوبا على القضيّة الفلسطينيّة لإخفاء نفاقنا و جبننا وراء ستائر مضرّحة بدماء أبنائها .

*** Wafa BOUDGUIGA ***

https://www.facebook.com/note.php?note_id=248389645176959





نشرت البارحة مقطعي فيديو:
الأوّل لشابّ يتلو بيانا مشتركا لجمعيّات إسلاميّة تُدين استفزاز قناة نسمة للتّونسيّين بعرض فلم فيه تجسيد لله.
الثّاني لأستاذة جامعيّة تبدي فيه موقفها ممّا تُسمّيه بتنامي التّطرّف الدّيني في الجامعات.
نشرت المقطعين على التّوالي بفارق بعض ثوانٍ فقط، و في كلّ مرّة ذكرتُ وجود المقطع الآخر كي يشاهده النّاس حرصًا منّي على اكتمال الصّورة.


تلقّيتُ اليوم تعليقا يتّهمني بالكفر و الإلحاد لنشري كلام تلك الأستاذة ...
و قد سبق لي وأن اتّهمتني شخصيّة اعلاميّة معروفة من دعاة العلمانيّة بأنّني "منقّبة فكريّا" أي محدودة الفكر لأنّني نشرتُ مقالا حول فلم "لا ربّي لا سيدي" انتقدت فيه استفزاز المسلمين في مقدّساتهم الدّينيّة.


إذا أنا اليوم "منقّبة" و "ملحدة" في نفس الوقت !
و يستغرب البعض كلامي عن تنامي التّطرّف الفكري دينيّا كان أو علمانيّا أو غيره، و يلومونني على ذلك و أحيانا يريدون ثنيي عن القيام به باللّين أحيانا و باستعمال العنف اللّفظي أحيانا أخرى و لا يعون أنّ ذلك دليل قاطع على تطرّفهم الفكري هم أنفسهم و على رفضهم للرّأي المخالف و بالتّالي لأبسط مبادئ الدّيمقراطيّة ألا و هي حرّيّة الفكر و التّعبير.

جميلة الدّيمقراطيّة في تونس !



عربدة الضّوضاءْ



قال "بناء المستقبل لايكونْ

بغمرة وعربدة الضّوضاءْ "

هل ذا الكلام فنّ من الفنونْ

لا تفهمه العامّة و الغوغاءْ

آهٍ يا رأسي هلْ بكَ شجونْ

تجعل دماغي كصخرةٍ صمّاءْ

أم تراك في لاوعي المجونْ

ضوضاءُ هي أمْ ليالٍ حمراءْ

سكارى نحنُ و البقيّة نائمونْ

و حفنة تفهم لكنّها خرساءْ

و أقليّة تتكلّمْ هم مُقعدونْ

من يسمعهم في غمرة الضّوضاءْ

ووطنْ كذبيحة حوله يتجمّعونْ

زدْ الموسيقى كي لا يُسمعَ البكاءْ

بأسنانهمْ في أمعائهِ ينهشونْ

اُعصبْ عينيكَ إن ساءتْكَ الدّماءْ

اللّيلة حفل اتركهمْ يرقصونْ

و الوطنُ قربانٌ اختيرَ للفداءْ

مستقبلْ؟! من ترى هذا يكونْ!

و بناءٌ ظننتُ و أحلامٌ حمقاءْ

استغثتُ بك فأنقذني يا جنونْ

اِرحمنيِ من عربدة الضّوضاءْ

*** Wafa BOUDGUIGA ***


https://www.facebook.com/note.php?note_id=269859626363294

ثُرْ ! لأنّ الكرامة مبدأ

Lien Facebook :

https://www.facebook.com/note.php?note_id=298970046785585



ثُرْ ! و قاومْ حتّى يلين القيدُ المهينُ و ينفطِرْ


فهنالك فرق بين الدّيبلوماسيّةْ و الإنتهازيّةْ


أو يُنسيكَ صرخاتِ أخيكَ عزْفُ الوتَرْ


وَهلْ تكفي الكنوزُ لتَنسى الأَمةُ أنّها عبدةٌ مَسبيّةْ


أمْ يُسلّمُ الجندي سلاحهُ و عدوّهُ بعدُ ما اندَحَرْ


ليقنعَ بوصايةٍ و بعضِ كرامةٍ و بعض حريّةْ


ثُرْ !  فمناضلٌ يُشتَرَى كانَ مناضلاً و انتحرْ


ويكتب التّاريخ أنّه خائن ونضالاته تصيرُ منسيّةْ


ثُرْ ! أبِلا ثمنٍ تذهبْ جراح الثّوّارْ وعظامُ شهيدٍ قُبِرْ


وهل لامبالاتُكَ من شيمِ الأحرارْ أم هي الإنهزاميّةْ


تحتلّ قلب ثائرٍ مُحتارْ عاد يخاف من مجهولٍ خطِرْ


أقنعوهُ بأنّه بيدق شطرنج و بأنّ الثّورة مسرحيّةْ


وإذا أهانوه قالوا أغنامْ قال نعمْ و أكثرَ نحنُ بَقَرْ


ثُرْ ! فالكرامةُ مبدأ لا يخضعُ للحسابات السّياسيّةْ


أما كان برلمانيّوناَ عبيداً وسُجناؤنا أسيادًا بالصّبرْ


لا تنسحبْ تاركا أخاكَ يواجه بقايا الدّيكتاتوريّةْ


وحيداً العدوّ أمامهُ و وراءهُ أخٌ به قدْ غدَرْ


ثُرْ! فالثّورة ليست موازينَ قُوى أوحملةً انتخابيّةْ


تساندُ فيها الأقوى و من عليكَ العطايا يُدِرّْ


ثُرْ! فإن لمْ تنجحْ يكفيكَ شرفا أنّكَ أهلٌ للحرّيّةْ




Wafa BOUDGUIGA

Ecrit le 07 Octobre 2011